‌‌المنصوبات (2)

ملاحظة: مرر الماوس على الأسهم في الأسفل لعرض المقال كاملاً

المؤلف: ابن الحاجب جمال الدين بن عثمان بن عمر بن أبي بكر المصري الإسنوي المالكي (توفي: ٦٤٦ هـ)

المحقق: الدكتور صالح عبد العظيم الشاعر

المنصوبات: هوما اشتمل على علم المفعوليّة.

والمضاف إلى ياء المتكلّم يجوز فيه (يا غلامي) و(يا غلامي)، و(يا غلام)، و(يا غلاما)، وبالهاء وقفا.

وقالوا: (يا أبي) و(يا أمّي)، و(يا أبت) و(يا أمّت) فتحا وكسرا، وبالألف دون الياء.

و(يا ابن أمّ)، و(يا ابن عمّ) خاصّة مثل باب (يا غلامي)، وقالوا: (يا ابن أمّ)، و(يا ابن عمّ).

وترخيم المنادى جائز، وفي غيره ضرورة.

وهوحذف في آخره تخفيفا. وشرطه أن لا يكون مضافا، ولا مستغاثا، ولا جملة.

ويكون إمّا علما زائدا على ثلاثة أحرف، وإمّا بتاء التّأنيث.

فإن كان في آخره زيادتان في حكم الواحدة، ك‍ (أسماء) و(مروان)، أوحرف صحيح قبله مدّة، وهوأكثر من أربعة أحرف حذفتا، وإن كان مركّبا حذف الاسم الأخير، وإن كان غير ذلك فحرف واحد، وهوفي حكم الثّابت على الأكثر، فيقال: (يا حار) و(يا ثمو)، و(يا كرو)، وقد يجعل اسما برأسه فيقال: (يا حار) و(يا ثمي) و(يا كرا).

وقد استعملوا صيغة النّداء في المندوب-وهوالمتفجّع عليه-ب‍ (يا) أو(وا)، واختصّ ب‍ (وا).

وحكمه في الإعراب والبناء حكم المنادى، ولك زيادة الألف في آخره، فإن خفت اللّبس قلت: (واغلامكيه، واغلامكموه)، ولك الهاء في الوقف.

ولا يندب إلاّ المعروف، فلا يقال: (وا رجلاه)، وامتنع (وا زيد الطّويلاه)، خلافا ليونس.

ويجوز حذف حرف النّداء إلا مع اسم الجنس والإشارة، والمستغاث، والمندوب نحو﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا[1] ، و(أيّها الرّجل).

وشذّ (أصبح ليل)، و(افتد مخنوق)، و(أطرق كرا) [2]

وقد يحذف المنادى لقيام قرينة جوازا، نحوألا يا اسجدوا[3].


[1] يوسف/٢٩.

[2] هذه الأقوال معدودة في أمثال العرب، أصبح ليل”: يقال ذلك في الليلة الشديدة التي يطول فيها الشر”مجمع الأمثال ١/ ٤٠٣، “افتد مخنوق”: أي يا مخنوق يضرب لكل مشفوق عليه مضطر مجمع الأمثال ٢/ ٧٨، أطرق كرا: قال الخليل: (الكرا): الذّكر من الكروان، ويقال له: أطرق كرا؛ إنّك لن ترى، قال: يصيدونه بهذه الكلمة، فإذا سمعها يلبد في الأرض فيلقى عليه ثوب فيصاد… يضرب للّذي ليس عنده غناء ويتكلّم، فيقال له: اسكت وتوقّ انتشار ما تلفظ به كراهة ما يتعقبه مجمع الأمثال ١/ ٤٣١.

[3] النمل/٢٥، وهي قراءة الكسائي.

الثّالث: ما أضمر عامله على شريطة التّفسير، وهوكلّ اسم بعده فعل أوشبهه مشتغل عنه بضميره أومتعلّقه، لوسلّط عليه هوأومناسبه لنصبه، مثل: (زيدا ضربته)، و(زيدا مررت به). و(زيدا ضربت غلامه)، و(زيدا حبست عليه)، ينصب بفعل يفسّره ما بعده، أي، (ضربت) و(جاوزت)، و(أهنت) و(لابست).

ويختار الرّفع بالابتداء عند عدم قرينة خلافه، أوعند وجود أقوى منها، ك‍ (إمّا) مع غير الطّلب، و(إذا) للمفاجأة.

ويختار النّصب بالعطف على جملة فعليّة للتّناسب، وبعد حرف النّفي، وحرف الاستفهام، و(إذا) الشّرطيّة، و(حيث)، وفي الأمر والنّهي؛ إذ هي مواقع الفعل، وعند خوف لبس المفسّر بالصّفة مثل: ﴿ إِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ(٤٩) [4].

ويستوي الأمران في مثل: (زيد قام وعمروأكرمته).

ويجب النّصب بعد حرف الشّرط، وحرف التّحضيض، مثل: (إن زيدا ضربته ضربك) و(ألا زيدا ضربته)، وليس مثل (أزيد ذهب به؟) منه؛ فالرّفع لازم، وكذلك ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ[5]، ونحو﴿ الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما[6] الفاء بمعنى الشّرط عند المبرّد [7]، وجملتان عند سيبويه[8]، وإلا فالمختار النّصب.


[4] القمر/٤٩.

 

[5] القمر/٥٢.

[6] النور/٢.

[7] في الكامل ٢/ ٨٢٢: “والرفع الوجه؛ لأن معناه الجزاء… وما لم يكن فيه معنى جزاء فالنصب الوجه. “

[8] ينظر: الكتاب ١/ ١٤٢،١٤٣.

الرّابع: التّحذير، وهومعمول بتقدير (اتّق)؛ تحذيرا ممّا بعده، أوذكر المحذّر منه مكرّرا، مثل: [رأسك والسّيف] [9]، و(إيّاك والأسد)، و(إيّاك وأن تحذف)، و(الطّريق الطّريق).

وتقول: (إيّاك من الأسد) و(من أن تحذف)، و(إيّاك أن تحذف) بتقدير (من).

ولا تقول: (إيّاك الأسد)؛ لامتناع تقدير (من).

 


[9] زيادة من مخطوطة بريستون.

المفعول فيه: هوما فعل فيه فعل مذكور من زمان أومكان، وشرط نصبه تقدير (في). وظروف الزّمان كلّها تقبل ذلك، وظرف المكان إن كان مبهما قبل ذلك، وإلاّ فلا.

وفسّر المبهم بالجهات السّتّ، وحمل عليه (عند) و(لدى) وشبههما لإبهامهما، ولفظ (مكان) لكثرته، وما بعد (دخلت) نحو(دخلت الدّار) في الأصحّ.

وينصب بعامل مضمر وعلى شريطة التّفسير.

المصدر: الكافية في علم النحو

ترك تعليق