حديث أبي هريرة (في سرد الأسماء الحسنى)

حديث أبي هريرة أيضاً [1] مرفوعاً في سرد الأسماء الحسنى.

فيه عبد العزيز بن حصين. قال: وهو ثقة. قلت: بل ضعفوه.

المستدرك (١/ ١٧): حدثنا محمد بن صالح بن هانيء، وأبو بكر بن عبد الله، قالا حدثنا الحسن بن سفيان، ثنا أحمد بن سفيان النسوي، ثنا خالد بن مخلد، ثنا عبد العزيز بن حصين بن الترجمان، ثنا أيوب السختياني، وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قال: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة. الله، الرحمن، الرحيم، الِإله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارىء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبدىء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والِإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم”.

تخريج الحديث:

1- رواه الترمذي “بنحوه” كتاب الدعوات- ٨٣ باب (٥/ ٥٣٠، ح ٣٥٧٠).

2- ورواه الحاكم “بنحوه” (١/ ١٦). وقال: هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه. والعلة فيه عندهما أن الوليد بن مسلم تفرد بسياقته بطوله وذكر الأسامي فيه ولم يذكرها غيره.

وليس هذا بعلة فإني لا أعلم اختلافاً بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق، وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان، وبِشْر بن شعيب، وعلي بن عيَّاش وأقرانهم من أصحاب شعيب. ووافقه الذهبي.

3- ورواه البيهقي (١٠/ ٢٧).

رووه من طريق صفوان بن صالح. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا شعيب بن حمزة، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. مرفوعاً.

4- ورواه ابن ماجه “بنحوه” كتاب الدعاء، باب أسماء الله عز وجل (٢/ ١٢٧٠، ح ٣٨٦١).

من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني. حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي.

حدثنا موسى بن عقبة حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة. مرفوعاً.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث روي من ثلاثة طرق عن أبي هريرة.

الطريق الأول: وهو طريق الحاكم. ولم أجد من أخرجه من هذا الطريق، وفيه عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان أبو سهل مروزي الأصل.

قال البخاري: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن معين: ضعيف. وقال مسلم: ذاهب الحديث. وقال ابن عدي: الضعف على روايته بين. وأورد له العقيلي في الضعفاء حديث الأسماء. وقال: لا يتابع عليه وفيه لين واضطراب. وقال الآجري: سألت أبا داود عنه؟ فقال: متروك الحديث.

وقال البغوي: ضعيف الحديث. وضعفه علي بن المديني جداً. وقال النسائي في التمييز: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. قال ابن حجر: وأعجب من كل ما تقدم أن الحاكم أخرج له في المستدرك، وقال إنه ثقة. الميزان (٢/ ٦٢٧)، اللسان (٤/ ٢٨، ٢٩).

قلت: مما مضى يتبين أن عبد العزيز بن الحصين ضعيف. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً.

الطريق الثاني: قلت لكن الحديث جاء من طريق آخر عن أبي هريرة. عند الحاكم ومن وافقه.

وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي كما تقدم.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من طريق صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث -قلت: وهو كذلك كما في التقريب (١/ ٣٦٨) – قال: وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.

الطريق الثالث: وجاء الحديث أيضاً من طريق آخر عن أبي هريرة عند ابن ماجه.

وفيه عبد الملك بن محمد. قال المعلق على سنن ابن ماجه: إسناد طريق ابن ماجه ضعيف لضعف عبد الملك بن محمد. وقال الحافظ في التقريب صدوق يخطىء تغير حفظه لما سكن بغداد (١/ ٥٢٢، ت ١٣٤٤).

الحكم علي الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم الأول ضعيف. لكن الطريق الثاني قد صححه الحاكم ووافقه الذهبي. وكذا صححه الترمذي.

والطريق الثالث ضعيف قابل للانجبار.

فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره. والله أعلم.

المصدر: مختصر تلخيص الذهبي


[1] هذه الكلمة أشار بها ابن الملقن إلى ما سبق من حديث أبي هريرة وهو الحديث الذي قبل هذا الحديث.

ترك تعليق