من تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (4)

عناصر الموضوع:

بُصَيْلة

الرِّيَاضي

البُزُوري

‌‌البَكرِي

جمع وإعداد:

  • وليد بن أحمد الحسين الزبيري
  • إياد بن عبد اللطيف القيسي
  • مصطفى بن قحطان الحبيب، بشير بن جواد القيسي
  • عماد بن محمد البغدادي


بُصَيْلة:

النحوي، المفسر: إبراهيم بن إبراهيم الجَناجي الملقب ببُصَيلة: مفسر مصري، من فقهاء المالكية، من قرية جَناج من أعمال جرجا بمصر.

كلام العلماء فيه:

قلت: لا يمكن الجزم بعقيدته ما لم نطلع على حاشيته على تفسير النسفي [1] ولكن متأخري المالكية جلّهم أشعرية المعتقد، وتفسير النسفي سلك فيه مؤلفه مسلك الماتريدية.

وفاته: سنة (١٣٥٢ هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف.

من مصنفاته: “المطالب السنية” في التوحيد، حاشية على تفسير النسفي “الكنز الجليل” في ست مجلدات.

اقرأ ايضًا حروف المعاني الثابتة


‌‌ الرِّيَاضي:

النحوي، المفسر: إبراهيم بن أحمد الشيباني، أبو اليسر المعروف بالرياضي.

ولد: سنة (٢٢٣ هـ) ثلاث وعشرين ومائتين.

من مشايخه: لقي الجاحظ والمبرد وثعلبًا وابن قتيبة وغيرهم.

تلامذته: أبو سعيد عثمان بن سعيد الصيقل وغيره.

كلام العلماء فيه:

تكملة الصلة: “وكان عالمًا أديبًا ومرسلًا بليغًا ضاربًا في كل علم وأدب بسهم .. وكان أديب الأخلاق، نزيه النفس” أ. هـ.

الأعلام: “أديب” من الكتاب العلماء .. أصله من بغداد وتوفي في القيروان” أ. هـ.

وفاته: سنة (٢٩٨ هـ) ثمان وتسعين ومائتين.

من مصنفاته: “لقط المرجان”، و”سراج الهدى” في معاني القرآن، و “قطب الأدب”.

اقرأ ايضًا اعراب سورة الفاتحة كاملة


‌‌البُزُوري:

المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، أبو إسحاق البزُوري [2] البغدادي.

من مشايخه: قرأ على إسحاق بن أحمد الخُزَاعي، وأحمد بن فرح، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق وغيرهم.

من تلامذته: قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذاء وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

تاريخ بغداد: “قال محمد بن أبي الفوارس: .. كان من أهل القرآن والستر، ولم يكن محمودًا في الرواية، وكان فيه غفلة وتساهل” أ. هـ.

معرفة القراء: “مقرئ كبير” أ. هـ.

تاريخ الإسلام: “كان من أئمة هذا الشأن يعني القراءات” أ. هـ.

غاية النهاية: “شيخ جليل .. وقول الهذلي أن الشذائي قرأ عليه غلط فاحش” أ. هـ.

وفاته: سنة (٣٦١ هـ) إحدى وستين وثلاثمائة.

اقرأ ايضًا الظبي معرفة او نكرة؟


‌‌البَكرِي:

اللغوي، المفسر: إبراهيم بن أحمد بن علي بن أسلم[3] البكري، أبو إسحاق الجبنياني البسكَري.

ولد: سنة (٢٧٩ هـ) تسع وسبعين ومائتين.

من شيوخه: عيسى بن مسكين، وابن اللباد، وأبي محمد بن سهلول وغيرهم.

من تلامذته: أبو القاسم اللبيدي، وأبو بكر المالكي وغيرهما.

كلام العلماء فيه:

ترتيب المدارك: “أحد أئمة المسلمين، وأبدال أولياء الله الصالحين” ثم قال: “فكان ربما لقيه قوم فيسلم على بعضهم ويتفرس في آخرين فراسة سوء، فيقف عن السلام عليهم، فيكشف عنهم، فيوجدون على ضلالة، وله في هذا الباب أخبار مأثورات كثيرة .. “.

وقال: “قال عمر بن مثنى: كل من أدركت بهذا الساحل من عالم أو عابد، يستتر ويتروى بدينه، خوفًا من بني عبيد، إلا أبا إسحاق، فإنه واثق بالله، ملم .. ومسك الله به قلوب المؤمنين، وأعز به الدين، وهيّبه في أعين المارقين”.

قلت: وكان له مع الشيعة مواقف يذود عن السنة ضدهم كما في حادثته مع سلطان الشيعة في وقته عندما أراد به السوء، وأرسل له من يتجسس له ضده، فعندما علم به الشيخ البكري دعا على الرجل الذي تجسس عليه بعد أن ادعى ذلك الرجل عن الشيخ: أنه عدو السلطان في دينه وأموره، فذهبت عيناه. انظر الترتيب نقلناها منه مختصرًا.

وهو في ذلك لا يعطي للسلطان أو غيره من الشيعة مجالًا ضد أهل السنة، رحمه الله تعالى.

وذكر أيضًا في الترتيب: “قال بعض أصحابه: لما حججت أتيت معي بحصيات من حصباء المسجد الحرام، فقلت لأبي إسحاق: إني أتيت معي بحصيات من حصباء المسجد الحرام، أتحب أن أعطيك منهن شيئًا تسبح بها؟ فقال لي: يا أحمق، أرم بهن، فعلى أقل من هذا، عبدت الحجارة”.

وقال: “قال محمد بن سهلون: قلت لأبي إسحاق، ما تقول في يزيد بن معاوية؟ فسكت عني. ثم قال لي: إن أهل السنة لا يكفرون أحدًا من أهل القبلة بذنب دون الشرك. ولكن ليس على المرء أن يحب ما يكره، كما يحب ما يحبه”. ثم قال القاضي عياض: “وقال: لو سألت عنه المسألة أبا الحسن الأشعري فيما أراه ما كان يجيب فيها بأكثر من هذا .. ” أ. هـ.

الديباج: “كان من أعلم الناس باختلاف العلماء عالمًا بعبارة الرؤيا، ويعرف حظًا من اللغة والعربية، حسن القراءة للقرآن، يحسن تفسيره وإعرابه، وناسخه ومنسوخه .. “

وقال أيضًا: “وكان أبو الحسن القابسي يقول: الجبنياني إمام يقتدى به، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظم شأنه، . ويقول: طريق أبي إسحاق خالية لا يسلكها أحد في الوقت” أ. هـ.

شجرة النور: “من العلماء العاملين والأولياء الصالحين مجمع على فضله وورعه، معروف يتبرك به” أ. هـ.

قلت: ولقد ذكر له القاضي عياض في ترتيب المدارك أحوالًا من الكرامات والزهد والورع والعبادة واستقصاره بنفسه وعلى أهله ما يدل على فضله وحسن دينه على ما فيه من تقشف واقتصار ينهج فيه نهج المتصوفة في وقته. كما قال عندما عوتب في تقشفه هذا: “الرقاد مع الكلب على المزابل وأكل خبز الشعير، بنخالته، كثير لمن كان يرجو في الآخرة شيئًا” أ. هـ. من ترتيب المدارك.

فائدة من أقواله: وكان قلما يترك ثلاث كلمات جامعة للخير: “اتبع لا تبتدع، اتضع لا ترتفع، منْ ورع لم يتسع”، ويقول: “إذا رأتك زوجتك وولدك وخادمك تعصي الله كان أول من يذلك هم”.

وفاته: سنة (٣٦٩ هـ) تسع وستين وثلاثمائة.

المصدر: الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة



[1] تفسير النسفي المسمى “مدارك التنزيل وحقائق التأويل” لعبد الله بن أحمد بن محمود النسفي المتوفى سنة (٧٠٠ هـ)، ستمر ترجمته في موضعها.

[2] في الأنساب: هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر، وعندنا يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها.

* ترتيب المدارك (٤/ ٤٩٧)، الديباج المذهب (١/ ٢٦٤)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ١)، شجرة النور (٩٥)، معجم المفسرين (١/ ٩).

[3] في ترتيب المدارك (مسلم).

ترك تعليق