‌‌التعريف بابن الملقن

هو سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري، الوادي آشي، الأندلسي، ثم المصري، الشافعي، المعروف بابن النحوي؛ لأن أباه كان عالماً به، ويعرف أيضاً بابن الملقن؛ لأن أباه توفي وله من العمر سنة، وأوصى به إلى الشيخ عيسى المغربي، وكان يلقّن القرآن في الجامع الطولوني، فتزوج بأمه، فعرف به، وكان يغضب إذا قيل: ابن الملقن، بحيث لم يكتبها بخطه.

ولد ابن الملقن بالقاهرة يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، كتب ذلك بخطه[1]، ونشأ في كفالة زوج أمه، ووصيه، فحفظ القرآن والعمدة، وأخذ عن شيوخ كثر، منهم تقي الدين السبكي، ومغلطاي، وابن سيد الناس، والعز ابن جماعة، والقطب الحلبي، وقرأ على العلائي في كتابه جامع التحصيل، ورحل عدة رحلات، منها رحلته إلى الحج، ورحلته إلى دمشق، ورحلته إلى بيت المقدس وهي التي كتب فيها مؤلفه موضوع هذا البحث كما صرح بذلك في خاتمته، “وتفقه، واشتغل في فنون، فبرع، ودرّس، وأفتى، وصنف، وجمع”[2]، وأخذ عنه جم غفير، منهم الحافظ ابن حجر، وابن ناصر الدين الدمشقي، وسبط ابن العجمي، وأبو زرعة أحمد ابن الحافظ العراقي، وغيرهم.

وفي سنة ثمانين وسبعمائة طلب ابن الملقن لقضاء القضاة، فامتحن بسبب ذلك[3].

وله مصنفات عدة، في الحديث، والفقه، وغيرها، قريباً من ثلاثمائة مصنف، منها شرح البخاري في عشرين مجلداً، والبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير في ست مجلدات، والمقنع في علوم الحديث، وتحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج، واختصار تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم، وهو هذا الكتاب موضع البحث، وسيأتي الكلام عنه.

وقد أثنى على ابن الملقن جمع من العلماء، منهم العلائي بقوله:“الشيخ الفقيه الِإمام العالم المحدث الحافظ المتقن، شرف الفقهاء والمحدثين، فخر الفضلاء”[4].

ومنهم الحافظ العراقي بقوله:“الشيخ الإِمام الحافظ”[5]، وعظمه أبو البقاء السبكي، ووصفه ابن فهد بقوله: “الِإمام العلامة الحافظ، شيخ الإِسلام، وعلم الأئمة الأعلام، عمدة المحدثين، وقدوة المصنفين”[6].

توفيابن الملقن -رحمه الله- ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الأول، سنة أربع وثمانمائة[7].

المصدر: مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم


[1]الضوء اللامع (٦/ ١٠٠).

[2]ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد (ص ١٩٨).

[3]انظر المرجع السابق.

[4]المرجع السابق (ص ٢٠٠).

[5]المرجع السابق أيضاً.

[6]المرجع السابق أيضاً (ص ١٩٧).

[7]انظر ترجمته في “إنباء الغمر بأبناء العمر” (٥/ ٤١ – ٤٦)، وذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد (ص ١٩٧ – ٢٠٦)، والضوء اللامع (٦/ ١٠٠ – ١٠٥)، وشذرات الذهب (٧/ ٤٤ – ٤٥)، والبدر الطالع (١/ ٥٠٨).

ترك تعليق